التخطي إلى المحتوى الرئيسي
سؤال و جواب

ما هي الصلاة الوسطى

Avatar
بواسطة The Holy Quran · نُشر:
آخر تحديث: · ليست هناك تعليقات

ما هي الصلاة الوسطى


 ما هي الصلاة الوسطى في قوله تعالى : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى

اختلف العلماء في المراد بالصلاة الوسطى على عشرين قولاً :

القول الأول : أن الصلاة الوسطى صلاة الفجر
وهو مذهب الإمام مالك والإمام الشافعي نص عليه في الأم .
وهو رأي سيدنا عمر ومعاذ وابن عباس في قول وابن عمر في قول وأبي أمامة وأنس وجابر رضي الله عنهم ، وقول عطاء وعكرمة ومجاهد والربيع بن أنس وأبي العالية وعبيد بن عمير .

القول الثاني : أن الصلاة الوسطى صلاة الظهر
وهو رواية عن أبي حنيفة ، ورأي زيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وأسامة بن زيد وعائشة وعبد الله بن شداد رضي الله عنهم

القول الثالث : أن الصلاة الوسطى صلاة العصر
وهو مذهب الإمام أبي حنيفة وبعض المالكية كابن حبيب وابن العربي وابن عطية
وأكثر الشافعية والإمام أحمد وداود الظاهري وابن المنذر.
وهو رأي سيدنا علي وابن مسعود وأبي هريرة وأبي أيوب وأبي سعيد وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم ، وقول النخعي والحسن وقتادة والضحاك والكلبي ومقاتل وعبيدة السلماني .

قال الحافظ ابن حجر في الفتح : وهو الذي صار إليه معظم الشافعية لصحة الحديث فيه.
فقد اختاره النووي واعتمده الحافظ ابن حجر وجعله الماوردي هو المذهب.

القول الرابع : أن الصلاة الوسطى صلاة المغرب
وهو مروي عن ابن عباس ، وقول قبيصة بن ذؤيب من التابعين .

القول الخامس : أن الصلاة الوسطى صلاة العشاء
واختاره الواحدي من الشافعية .

القول السادس : أن الصلاة الوسطى صلاة الجمعة
ذكره ابن حبيب من المالكية وصححه القاضي حسين ورجحه أبو شامة من الشافعية .

القول السابع : أن الصلاة الوسطى إحدى الصلوات الخمس مبهمة غير معينة
قاله الربيع بن خثيم وسعيد بن جبير وشريح القاضي ، وهو اختيار إمام الحرمين من الشافعية ذكره في النهاية
وقال : أخفيت كما أخفيت ليلة القدر .

القول الثامن : أن الصلاة الوسطى جميع الصلوات الخمس
وهو مروي عن معاذ بن جبل ، وابن أبي حاتم واختار هذا القول ابن عبد البر المالكي .

القول التاسع : أن الصلاة الوسطى صلاة الظهر في سائر الأيام وصلاة الجمعة في يوم الجمعة.

القول العاشر : أن الصلاة الوسطى صلاة الصبح وصلاة العشاء معاً
لما صح من أنهما أثقل الصلاة على المنافقين
وبه قال الأبهري من المالكية .

القول الحادي عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة الصبح وصلاة العصر معاً
لقوة الأدلة في أن كلاً منهما قيل : إنه الوسطى فظاهر
القرآن : الصبح
ونص السنة : العصر .

القول الثاني عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة الصبح أو العصر على الشك والترديد
وهو غير القول السابق الجازم بأن كلا منهما
يقال له : الصلاة الوسطى .

القول الثالث عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة الجماعة

القول الرابع عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة الوتر
ورجحه القاضي تقي الدين الأخنائي

القول الخامس عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة الخوف .

القول السادس عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة عيد الأضحى .

القول السابع عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة عيد الفطر.

القول الثامن عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة الضحى .

القول التاسع عشر : أن الصلاة الوسطى صلاة الليل .

القول العشرون : أن الصلاة الوسطى متوقَّف في أمرها لتعارض الأدلة
رواه ابن جرير بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب .

ــــــــــــ
للاستزادة
أقوى الأقوال المذكورة وأرجحها : القول بأنها العصر ، ثم يليه القول بأنها الصبح.

قال الإمام النووي في المجموع : اتفق العلماء على أن الصلاة الوسطى آكد الصلوات الخمس واختلفوا فيها ... والصحيح منها مذهبان : العصر والصبح .

استدل المالكية والشافعية على أنها صلاة الصبح
بقوله تعالى : وقوموا لله قانتين
بعد قوله : والصلاة الوسطى
والقنوت إنما يكون في صلاة الصبح حال القيام .

قال الزجَّاج : المشهور في اللغة والاستعمال أن القنوت العبادة والدعاء لله تعالى في حال القيام .

وقال الواحدي : فتظهر الدلالة للشافعي أن الوسطى الصبح لأنه لا فرض يدعى فيه قائماً غيرها .

كما احتجوا بأنها لا تقصر في السفر ، وبأنها وسطى بين صلاتي جهر وصلاتي سر .

واستدل البيهقي للشافعية بأنها الصبح
بما ورد عن عائشة رضي الله عنها : أنها قالت لمن يكتب لها مصحفاً
اكتب : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر
قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
قال البيهقي : فعطف العصر على الوسطى يدل على أنها غيرها .

لكن يعكِّر على هذا ما رواه أبو عبيد بإسناد صحيح
عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر

وقد رجح الإمام النووي في المجموع
ما ذهب إليه أبو حنيفة وأحمد من أنها العصر فقال : والذي تقتضيه الأحاديث الصحيحة أنها العصر ، وهو المختار

وكذا رجح الماوردي الشافعي أنها العصر
بل جعله مذهباً للشافعي فقال : نص الشافعي رحمه الله أنها الصبح ، وصحت الأحاديث أنها العصر ، ومذهبه اتِّباع الحديث ، فصار مذهبه أنها العصر .

استدل القائلون أنها العصر بما رواه مسلم : أنه صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب : شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً .

قال الحافظ ابن حجر في الفتح
تعليقاً على حديث مسلم : وهي نص في أن كونها العصر من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأن شبهة من قال إنها الصبح قوية ، لكن كونها العصر هو المعتمد.

وفي رواية لمسلم : شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غربت الشمس . أي العصر

واستدل من قال : إنها المغرب
بأنها لا تُقصر ، وبأنها وسطى بين صلاتين سريتين وصلاتين جهريتين .

واستدل من قال : إنها العشاء
بأنها بين صلاتين لا تقصران ، ولأنها تقع عند النوم فلذلك أُمر بالمحافظة عليها وبأنها وسطى بين صلاتين جهريتين .

فالخلاصة :

أن أقوى الأقوال وأصحها وأرجحها أن الصلاة الوسطى صلاة العصر .
ويليه القول بأنها الصبح وهو ما قواه الحافظ ابن حجر ومن قبله الإمام النووي .
ثم تأتي الأقوال الأخرى ، وأكثرها ضعيف ، أو مردود .
وقد ضعَّف الإمام النووي في شرح مسلم القول بأنها صلاة الجمعة
فقال : وأما من قال هي الجمعة فمذهب ضعيف جداً ؛ لأن المفهوم من الإيصاء بالمحافظة عليها إنما كان لأنها معرَّضة للضياع ، وهذا لا يليق بالجمعة ؛ فإن الناس يحافظون عليها في العادة أكثر من غيرها ؛ لأنها تأتي في الأسبوع مرة بخلاف غيرها

كما غلط الإمام النووي القول بأنها جميع الصلوات الخمس
فقال : ومن قال هي جميع الخمس فضعيف أو غلط ؛ لأن العرب لا تذكر الشيء مفصلاً ثم تجمله وإنما تذكره مجملاً ثم تفصله أو تفصل بعضه تنبيهاً على فضيلته والله تعالى أعلم

تعليقات 0

إرسال تعليق

Cancel