التخطي إلى المحتوى الرئيسي
سؤال و جواب

هل تجوز الصلاة وراء حليق اللحية ؟

Avatar
بواسطة The Holy Quran · نُشر:
آخر تحديث: · ليست هناك تعليقات
هل تجوز الصلاة وراء حليق اللحية ؟

أن حلق اللحية فيه رأيان للفقهاء :
الأول أنه حرام : وهو مذهب جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة بل إن الحنفية لم يجيزوا الأخذ مما دون القبضة .
الثاني أنه مكروه : وهو مذهب الشافعية علماً أن الشافعي رضي الله عنه نص في الأم على التحريم إلا أن الراجح في المذهب الكراهة .
جاء في رد المحتار عند الحنفية : يحرم حلق اللحية وأما الأخذ منها وهي دون القبضة كما يفعله المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد ، وأخذها كلها فعل يهود الهنود ومجوس الأعاجم .
وقال الإمام مالك : وحلق ما تحت الحنك فعل المجوس.
وحالق اللحية فاسق عند جمهور الفقهاء ولا تقبل له شهادة .
حتى عند الشافعية القائلين بالكراهة ، وقد قال الإمام النووي الشافعي في شرح مسلم : وكذلك قصها أو حلقها من المنكرات الكبار .

وقد اختلف الفقهاء في جواز الصلاة خلف الفاسق على رأيين :
الأول ذهب الجمهور ( الحنفية والمالكية والشافعية : إلى صحة الصلاة خلف الفاسق مع الكراهة .
الثاني ذهب المالكية في قول والحنابلة : إلى عدم صحة الصلاة خلف الفاسق مطلقاً ، سواء كان فسقه بالاعتقاد أو بالأفعال ، وسواء جاهر بفسقه أم لا
قالوا : ويعيد من صلى خلف الفاسق مطلقاً .
استدل هؤلاء على عدم صحة الصلاة خلف الإمام الفاسق بـ :
قوله تعالى : { أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون } .
قوله ﷺ: لا يؤم فاجر مؤمناً إلا أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه . رواه ابن ماجه وضعَّف إسناده البوصيري.

واستدل الجمهور على جواز الصلاة خلف الإمام الفاسق بـ :
قوله ﷺ : صلوا خلف كل بر وفاجر . رواه أبو داود والدارقطني والبيهقي وهو ضعيف جداً .
ما رواه البخاري من صلاة الصحابة خلف الحجاج ومنهم ابن عمر وأنس بن مالك وكان الحجاج فاسقاً باتفاق الصحابة والتابعين ، وصلاة ابن مسعود خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان فاسقاً يشرب الخمر ، وصلاة بعض الصحابة والتابعين خلف ابن أبي عبيد وكان متهماً بالإلحاد .
وقالوا إن الأصل : أن من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره وحلقُ اللحية وإن كان معصية إلا أنها لا تُبطل الصلاة .
وقد صلى ابن عمر أيام ابن الزبير يوماً وليلة خلف نجدة الحروري وكان رأس الخوارج
فقيل له : يا أبا عبد الرحمن أتصلي خلف نجدة الحروري؟
فقال ابن عمر : إذا نادوا حي على خير العمل أجبنا ، وإذا نادوا إلى قتل نفس قلنا : لا ، ورفع بها صوته.

وأمر عثمان رضي الله عنه لما كان محصوراً بالصلاة مع إمام الفتنة من الخارجين عليه ، وهو كنانة بن بشر أحد رؤوس الخوارج الذين حاصروا سيدنا عثمان وقتلوه .
لذا قال الحافظ ابن حجر : وفيه أن الصلاة خلف من تكره الصلاة خلفه أولى من تعطيل الصلاة.

وكان الإمام أحمد يصلي خلف المعتزلة ، والخليفة المأمون كان معتزلياً وحمل الناس بالقوة على مذهب الاعتزال.
ومشهورة هي محنة الإمام أحمد مع المأمون ( محنة خلق القرآن ) .
وقال الأعمش ( كان كبار أصحاب عبد الله بن مسعود يصلون الجمعة مع المختار ويحتسبون بها ) والمختار هذا أحد الدجاجلة الكذابين .

وسئل الحسن البصري عن الصلاة خلف صاحب البدعة ، فقال : صل خلفه وعليه بدعته.
وقيل له : رجل من الخوارج يؤمنا ، أنصلي خلفه ؟
قال : نعم ، قد أم الناس من هو شر منه .

لكن كان الثوري يرى أن حديث : صلوا خلف كل بر وفاجر . خاص بالجُمع والأعياد، أما سائر الصلوات فلا يصلى خلف فاسق ولا مبتدع .

وقد رد المانعون للصلاة خلف الفاسق : بأن تلك الآثار المروية عن الصحابة موقوفة ، ولم يثبت أن الصحابة كانوا على علم بما عليه هؤلاء الأئمة من معاصٍ .

وقالوا : قد صح أن رجلاً أم قوماً فبصق في القبلة ، ورسول الله ﷺ ينظر
فقال ﷺ لقومه حين فرغ : لا يصلي لكم هذا ، فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم فمنعوه ، وأخبروه بقوله ﷺ فذكر ذلك لرسول الله ﷺ ؟
فقال : نعم ، إنك قد آذيت الله ورسوله . رواه أبو داود وصححه ابن حبان

فقالوا : إذا كان النبي ﷺ عزل هذا الإمام بمرة واحدة رآه فيها متهاوناً في الحرمات ، فكيف بمن داوم على حلق لحيته ومعلوم أن الصغيرة مع الإصرار عليها تتحول إلى كبيرة .

تعليقات 0

إرسال تعليق

Cancel